رباه غوثك بالمستغيثين



رباه غوثك بالمستغيثين ........
رحماك يا ربِ بالمسلمين المستضعفين ..........

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على ما يصيب المسلمين في شتى بقاع الأرض لمحزونون. فلا تكاد تنظر إلى بقعة على وجه البسيطة إلا وترى جراحات الأمة الإسلامية تنزف دما وأصبح دم المسلم الآن هو المستباح وأرواح المسلمين أرخص من أرواح القطط والكلاب. في مجتمع وهذا بسنة الله التي لا تحابي أحدا فبسبب بعد المسلمين عن دينهم ومخالفاتهم لشرعهم سلط الله عليهم هذا الذل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وتبعتم اذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم "
ولما تعلقت قلوبنا بالدنيا وكره المسلمون الموت في سبيل الله سلط الله عليهم هذا الذل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال : لا إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا :وما الوهن يا رسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت "
ومع ذلك فينبغي علينا أن نتضرع إلى الله تعالى أن يرفع البلاء عن إخواننا وأن نستغيث به فهو غياث المستغيثين وأن نتألم لما يحدث لإخواننا المسلمين من من قتل وحرق وهدم على أيدي البوذيين تارة وعلى أيدي الصليبيين تارة وعلى أيدي الروافض تارة.
** قال تعالى : " إنما المؤمنون إخوة " ومقتضى هذه الأخوة بين المؤمنين النصرة والإغاثة ولأنهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى "
** وقال تعالى : " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين أصابعه " إذن تعاون المسلمين واتحادهم قوة ونصرة.
** ولقد أمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإغاثة الملهوف وإعانته في أحاديث كثيرة منها :
- روى الإمام أحمد في المسند عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم جلوس في الطريق قال : إن كنتم لا بد فاعلين فاهدوا السبيل وردوا السلام وأغيثوا المظلوم "
- روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على كل مسلم صدقة فقالوا : يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال : يعمل بيده ويتصدق. قالوا : فإن لم يجد؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا : فإن لم يجد؟ قال : فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة "
- روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة "
** ولقد طبق سلفنا هذا الأمر فكانوا يغيثون بعضهم البعض فهاهو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة والذي تعرض فيه المسلمون للبلاء والفقر كتب إلى أمراء الأمصار يقول : اغيثوا أهل المدينة ومن حولها "
** وهاهو عبد الله بن عامر اشترى من خالد بن عقبة داره التي في السوق بتسعين ألف درهم فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد فقال لأهله : ما لهؤلاء؟ قالوا : يبكون على دارهم فقال : يا غلام ائتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعا "
** وقال أحد السلف : إذا استقضيت أخاك حاجة فلم يقضها فذكره ثانية فلعله نسي فإن لم يقضها فكبر عليه واقرأ هذه الآية : " والموتى يبعثهم الله "
** وعن الحسن البصري رحمه الله أنه أمر ثابتا البناني بالمشي في حاجة. فقال : أنا معتكف فقال له : يا أعمش أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة " والمقصود التطوع لأن الفرض مقدم على كل مستحب.
** أبشر يا من تغيث إخوانك المسلمين المستضعفين فأنت في رضا الله - وتفتح لك أبواب الجنة ان شاء الله - وتنال حب إخوانك المستغيثين بك - وستجد من يغيثك إذا وقعت في الشدة والجزاء من جنس العمل - وستنجو من كرب يوم القيامة بوعد النبي صلى الله عليه وسلم - وسيقيك الله مصارع السوء لأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء
** أيها المسلمون الكرام. ما أهون الخلق على الخالق إذا هم عصوا أمره وخالفوا شرعه !!!! فلا تظنوا أن ما يحدث هنا وهناك مجرد ابتلاء. إنما هو بكسب العباد قال ربنا جل وعلا : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " فالمعاصي والمخالفات ملأت الأرض . والكفر بنعم الله وعدم شكرها ديدن الناس فاستحق الناس ما حدث. قال تعالى : " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " وهذا حال كل البلاد التي قامت بالثورات من أجل الظلم ولم تصبر على قضاء الله فبينما هم في نعم كثيرة فكفروا بها فأذاقهم الله ما يذوقون الآن.
فمن الأسباب التي أدت إلى ما نحن فيه المعاصي والذنوب. وحدث ولا حرج عن كثرتها عري واختلاط - زنا وشرب خمر - رقص وموسيقى وغناء - ربا عام وخاص - نهب وسرقة للمال العام والخاص - غش وكذب وخيانة - رشوة واختلاس و.......فماذا تنظرون؟ !!!!!
** والله إن لم يكف الناس عن ذلك لأصابنا ما أصابهم قال تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
** في ظل هذا الصمت العجيب من المسلمين قبل غيرهم وعدم التحرك وقلة التأثر بما يحدث لكل مسلم على مرأى ومسمع من العالم كله من إبادة جماعية وهدم البيوت على أهلها. وفي الوقت نفسه لو تعرض كافر واحد لما يتعرض له المسلمون لقام الغرب والشرق للإدانة والاستنكار والإغاثة بالمال والعتاد . والمسلم لو دافع عن نفسه يكون إرهابيا لو ذاد عن عرضه وأرضه يكون مجرما. وها قد اجتمعت أجناس الكفر على المسلمين لإبادتهم ولا يوصفون بالإرهاب. سبحانك هذا شيء عجيب! !!!
اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعله الكفرة بالمسلمين. اللهم اغفر تقصيرنا نحوهم. اللهم أنزل بأسك وبطشك وجبروتك بهؤلاء الكفرة الذين يسومون إخواننا سوء العذاب. اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا. اللهم اجعلهم عبرة لمن يعتبر.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين ..

- - - - - - - - - - - - - --
كتبه فضيلة الشيخ /أبو إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
الخميس ١٦ / ٣ / ١٤٣٨ - ١٥ / ١٢ / ٢٠١٦
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
============================
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق