{ الإرشاد والبيان للألفاظ التي تخالف شريعة الرحمن }



  
الإرشاد والبيان
للألفاظ التي تخالف شريعة الرحمن



كتبه
حازم بن خطاب المصري

بسم الله الرحمن الرحيم
     إن الحمد لله نحمده ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا "
أما بعد
       فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
      إن اللسان جارحة شأنها خطير ، فقد يكون سببًا في سعادة الإنسان إذا تكلم بالخير ، وقد يكون سببًا في شقائه إذا تكلم بالشر ، واللسان إذا ترك له العنان ولم يلجمه صاحبه أورده المهالك ما بين غيبة ونميمة ، وكذب ، وشهادة زور ، وقذف لأعراض الناس ، وسب وشتم ، وحلف بغير الله ، وألفاظ تخالف شرع الله ، ونحن نسمع من كثير من الناس ألفاظًا بعضها شرك وكفر بالله ، وبعضها كبيرة من الكبائر ، وبعضها معصية صغيرة ، وبعضها فيه سوء أدب مع الله ومع رسوله ، وبعضها خلاف الأولى ، لذا رأيت أن أجمع بعض هذه الألفاظ تحذيرًا لنفسي ولإخواني المسلمين من الوقوع فيها والتلفظ بها ، وأسأل الحق سبحانه أن يجنبنا إياها ، وأن يجعل ما كتبته في ميزان حسناتي ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وهذه جملة من هذه الألفاظ التي تخالف الشريعة :
[1]  قولهم عدالة السماء ، إرادة السماء : ويقصدون بذلك عدالة الله الذي في السماء ، لكن لما نسب هذا القول العدالة والإرادة للسماء كان باطلاً . وقد ثبت في الصحيحين : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " قال الله ـ تعالى ـ : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فمن قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ، ومن قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب " فالذي نسب نزول المطر للكوكب كان كافرًا بالله لأنه نسب النعمة لغير الله .
[2] إطلاق لفظ : مسيحي على من كان نصرانيًا : وهذا خطأ لأن القرآن ما ذكرهم إلا بلفظ النصارى ، ثم إن تسميتهم بالمسيحيين تشريف لهم بنسبتهم إلى المسيح ـ عليه السلام ـ وهو بريء منهم ومن شركهم . قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ..." وقال سبحانه : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " وثبت في صحيح مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " والذي نسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة رجل يهودي ولا نصراني ، ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار "
[3] توكلت على الله وعليك ، أو اتكلت عليك يا فلان : فهذا فيه إشراك غير الله مع الله في عبادة التوكل وهي لا تكون إلا لله قال تعالى : " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين "
[4] إطلاق لفظ : حرام عليك على كل مالا يعجبه : والتحليل والتحريم يحتاج إلى دليل ، . قال الله ـ عز وجل ـ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ..."
[5] لفظ : حرية الفكر ـ حرية العقيدة : وهذا معناه تخيير الإنسان في فكره وعقيدته ، وأنه حر في اختيار الكفر وترك الإيمان .
[6] قول بعضهم : أنا في حسب النبي : يريد أنه في جناب النبي وحمايته
[7] الخلق عيال الله ، والعوام يقولون : ربنا أبو الكل : وهذا خطأ فادح وجرم عظيم . نعم هم لا يقصدون المعنى الحقيقي للكلمة ، وإنما يقصدون أن الناس في رعاية الله وعنايته ، لكن ظاهر اللفظ فيه نسبة الولد لله وهذا فيه مشابهة لليهود والنصارى الذين نسبوا الولد لله ـ تعالى الله عما يقول المشركون علوًا كبيرًا ـ وهذا كفر بالله ، فكيف بمن جعل الخلق جميعًا أولادًا لله ؟!
[8] سب الدهر : كقولهم : زمان أغبر ، أيام سوداء ، يلعن أيامك وما أشبه ذلك . وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " وقوله : " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " .
[9] قولهم : الدين لله والوطن للجميع : وهذه اللفظة ظاهرها الردة ، لأن فيها إشراك غير الله مع الله ، والله سبحانه لا شريك له في ملكه ، قال تعالى : " له ملك السموات والأرض " وقال ـ عز وجل ـ : " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .."
[10] قول بعضهم إذا مات إنسان : ربنا افتكره : وهذا خطأ لأن معناه أن الله ـ عز وجل ـ كان ناسيًا ثم تذكر ، وهذا فيه نسبة النسيان لله جل وعلا ، وهو القائل : " لا يضل ربي ولا ينسى " " وما كان ربك نسيًا " وأما قوله تعالى : " نسوا الله فنسيهم " فمعناه : تركهم .
[11] قول بعضهم : لا حياء في الدين : يقصدون : لا يستحيي الإنسان أن يعرف أمور دينه وإن كانت مسائل يستحيا من ذكرها ، لكن ظاهر اللفظ يوهم بنفي الحياء من الدين ، وكيف ذلك وفي الصحيح قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ... والحياء شعبة من الإيمان "
[12] قولهم : شاءت الطبيعة ـ شاءت الظروف ـ شاءت الأقدار : وهذا فيه نسبة المشيئة لما لا مشيئة له ، فإذا كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قيل له : ما شاء الله وشئت .قال : أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده " فكيف بمن نسب المشيئة لما لا يشاء .
[13] ترك التحية بالسلام واستبدالها بألفاظ أخرى : صباح الخير ، صباح النور ، مساء الخير ، مساء النور ، الألفاظ الأجنبية ، والواجب على المسلمين التحية بـ " السلام عليكم ..." في أي وقت . وقد أمرنا أن نفشي السلام بيننا .
[14] نسبة وإضافة العبودية لغير الله : كتسمية : عبد النبي ، عبد الرسول ، عبد الرجال ، عبد النعيم .....
[15] قول بعضهم : سايق عليك ربنا ـ سايق عليك النبي : وهذه الألفاظ فيها سوء أدب مع الله ورسوله ، فالله ـ عز وجل ـ لا يساق ، ورسوله قد مات ، وأيضا هذا ليس أدبًا معه .
[16] قول بعضهم : علمه بحالي يغني عن سؤالي : فيها سوء أدب مع الله ، وهو سبحانه يعلم أحوال العباد ، ومع ذلك أمرنا بسؤاله : " واسألوا الله من فضله " وأمرنا بدعائه : " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " .
[17] قول بعضهم : أدام الله أيامك : فهذا ينافي قوله تعالى : " كل من عليها فان " وقوله : " كل شيء هلك لا وجهه" وقوله : " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " والبديل عن ذلك أن يقول : أطال الله عمرك مع حسن العمل ، لقوله ـ صلى الله ليه وسلم ـ : " خيركم من طال عمره وحسن عمله "
[18] قولهم : قبح الله وجهك : روى البخاري في الأدب المفرد والطبراني بسند صحيح : " لا تقولوا : قبح الله وجهه ..."
[19] الطيرة ـ أي التشاؤم ـ بالأشياء : فالبعض يتشاءم من بعض الطيور ، أو من رؤية شخص معين ، وقد صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " الطيرة شرك " ومن ذلك قولهم : وشه ـ يعني وجهه ـ يقطع الخميرة من البيت .هذا تشاؤم .
[20] قول بعضهم : باسم الشعب ـ باسم العروبة باسم الوطن .... فالبدء في أي عمل أو أي شيء لا يكون إلا باسم الله .
[21] قولهم : لولا الكلب لدخل اللص ـ لولا فلان ما كان كذا وهذا خطأ ، والبديل : لولا الله سخر كذا ، أو سخر فلانًا ....
[22] قول بعضهم عند العزاء : البقية في حياتك . معناه أن الميت بقي شيء من عمره وهو في حياة الحي ، والعزاء الشرعي : إن لله ما أخذ وبدله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب "
[23] قول البعض عند النجاة من مكروه : تدخلت عناية السماء ـ تدخل القدر . والواجب نسبة النعمة للمنعم سبحانه وتعالى .
[24] قول بعضهم : السيد فلان ـ السيدة فلانة : فلفظ السيادة المطلقة لا يكون إلا لله ـ عز وجل ـ ، ورد عن عبد الله بن الشخير : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلنا : أنت سيدنا فقال : السيد الله تبارك وتعالى "
[25] قولهم : الشهيد فلان ـ بالتعيين بالاسم ـ ، فلا نجزم له بالشهادة ، لأن علمها عند الله ، ولكن نقول : نسأل الله أن يكون من الشهداء ، أو نحتسبه ـ إن شاء الله ـ منهم .
[26] إطلاق اسم : عباد الشمس على هذا النبات المعروف بهذا الاسم ، لأن فيه نسبة العبودية لغير الله . بل إن الشمس من خلق الله تسجد لله وتعبده ، قال تعالى : " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ...."
[27] قول بعضهم : الفكر الإسلامي : فالإسلام شريعة منزلة من عند الله ـ عز وجل ـ وليست فكرًا ، لأن الفكر يوصف به ما هو من عند البشر ، أما الإسلام فلا يوصف بذلك .
[28] قولهم : فلان دفن في مثواه الأخير : هذه عبارة قبيحة فيها إنكار للبعث ، لأن المثوى الأخير ليس هو القبر ، بل هو الجنة أو النار .
[29] قول بعضهم : يدِّي الحَلَق للي بلا ودان : هذه عبارة قبيحة أيضًا لأن فيها اعتراضًا على القضاء والقدر ، وفيها سوء أدب مع الله ، وفيها نفي لحكمة الله ، ولعلم الله ، حيث إنه ـ في زعمهم ـ يعطي من لا يستحق العطاء . ويمنع من يستحق العطاء ، وفيها أيضًا اتهام لله ـ جل وعلا ـ بالظلم وحاشا لله من الظلم " إن الله لا يظلم مثقال ذرة "
[30] قولهم : إللي يعوزه البيت يحرم على الجامع : يقولها من يتهرب من الإنفاق في سبيل الله ، ثم إن فيها تحريمًا بغير دليل حيث لا يعدو الأمر أن يكون قد فعل خلاف الأولى إذا لم يكن ترك واجبًا عليه .
[31] قول بعضهم : لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل : وهذا خطأ شنيع ، فمن ذا الذي يستطيع أن يمنع رحمة الله أن تنزل إلى عباده ؟! وهو القائل سبحانه : " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ....."
[32] قول بعضهم : ربنا في السما  وانت في الأرض : وهذا اللفظ خطير وفيه إشراك بالله جل وعلا ، إذ  جعل هذا المخلوق شريكًا لله في ملكه .
[ 33] قولهم : خناقة لرب السما : وهذا سوء أدب مع الله
[34] قول بعضهم : لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه : وهذا قول باطل وهو حديث موضوع وهذا ـ أعني الاعتقاد أن غير الله ينفع ويضر ـ كفر بالله عز وجل .
[35] قولهم عند كسر كوب وغيره : خدت الشر وراحت : وهذا اعتقاد باطل ، فما  دخل كوب وهو جماد ولا يستطيع أن يحرك نفسه ، فضلاً عن أن يمنع الكسر عن نفسه ، فضلاً عن أن يأخذ الشر .
[36] قولهم : اسم النبي حارسه وصاينه : وهذا باطل ، فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يملك ضرًا ولا نفعًا فكيف باسمه يحرس ويصون الناس ؟! والله وحده هو الذي يرعى عباده قال تعالى : " قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ..."
[37] الحلف بغير الله : كمن يحلف بالكعبة ، أو بالنبي ، أو بالبخاري ـ وهو رجل ـ أو برحمة فلان ، أو بذمة فلان ، أو بالأمانة ، وما شابه ذلك ، وهو شرك كما ثبت في الحديث الصحيح : " من حلف بغير الله فقد أشرك "
[38] طلب المدد من غير الله : وهو الاستغاثة فهذا شرك بالله إذا كان طلبه من الأموات ، أما طلبها من الحي فيما يقدر عليه ، فليس شركًا ، وإن كان الأولى عدم طلبها إلا من الله لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله عز وجل "
[39] سب الدين أو سب الله أو سب رسوله : هذا كفر بالله ، ومما يؤسف حقًا أن سب الدين قد أصبح عند كثير من الناس ـ بل عند كثير من المسلمين وفي الغالب لا يسب الدين إلا من ينتسب إلى الإسلام ـ كإلقاء السلام أو الترحيب بالضيوف ، ولا يعلم هذا السب لدين الله أنه بذل قد كفر بالله وخرج من ملة الإسلام ، ولو مات وهو يسب دين الله يخلد في نار جهنم ـ عياذًا بالله تعالى ـ وعليه أن ينطق بالشهادتين ويغتسل غسل الإسلام ويتوب إلى الله من ذلك .
     هذه جملة من الأقوال والأفعال التي فيها مخالفة صريحة وواضحة لدين الله ، بعضها قد يكون ذنبًا صغيرًا ، وبعضها قد يكون كبيرة من الكبائر ، وبعضها قد يكون شركًا أصغر ، وبعضها قد يكون شركًا أكبر وغيرها الكثير والكثير ، لكني ذكرت أهمها ، وما كان من ذلك صوابًا فمن الله وحده ، وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء ، وأسأل الحق جل وعلا أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يجعلنا هداة مهتدين مهديين لا ضالين ولا مضلين ، وأن يتقبل منا صالح الأعمال ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله والحمد لله رب العالمين
                                               
وكتبه
الفقير إلى عفو ربه
حازم بن علي خطاب المصري
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
 _________________________
رابط تحميل الملف بصيغة الوورد
http://3rbup.com/c527912c87faeba4      ).

______________
 

شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق