{ لسـنا مـداخلـةً ولا حَـدَّادِّيــة }









لسـنا مـداخلـةً ولا حَـدَّادِّيــة





كتـــــبــــه



حــازم بـن علــي خـطـاب



أصلح الله حاله وغفر له ولوالديه والمسلمين









                                    بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده  ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ[ [آل عمران:102].
]  يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً[[النساء:1]
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً[ [ الأحزاب:70،71].
أما بعد
     فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – e  - وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
    لقد أصبحنا في زمان يصدق فيه قول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يصدق فيه الكاذب ، ويكذب فيه الصادق ، ويخون فيه الأمين ، ويؤتمن فيه الخائن ...." ، وأصبح المتمسك فيه بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرمى بعظائم الأمور ، ويتهم بأنه بدل الدين وغير الملة ، وأهل السنة في هذا الزمان محاربون من جهات شتى ، من الحزبيين تارة ، ومن المتعصبين لشيوخهم تارة ، ومن الصوفية تارة ، بل ومن العوام تارات ، فإلى الله المشتكى .

   وإذا كان الاتهام والهجوم يأتي من خصوم الدعوة فلا عجب من ذلك ، فهم شانئون مبغضون لأهل السنة ؛ لأنهم يكشفون عوارهم ويبينون بدعهم للناس ، وهذا ما ينطبق عليهم في رميهم لأهل السنة بأنهم مداخلة ـ نسبة للعالم المجاهد ـ الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ وهذا ديدن أهل الأهواء والبدع من الحزبيين يشنعون دائمًا بأهل السنة والجماعة في زماننا هذا بهذا اللقب الذي ابتدعوه ليصدوا الناس عن دعوة الحق ـ وهو من التنابز بالألقاب الذي لا نحل أحدًا رمانا به ـ وهذا ليس معناه ذمًا للشيخ ربيع ، أو أننا نتبرأ منه ، بل إن هذه النسبة له لعلها تكون في ميزان حسناته ، كما رمي قبل ذلك من كان على نفس الدعوة المباركة بأنه مجسم كما رمي بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله وأجزل له المثوبة ـ ، وكما رمي كذلك من سار على نفس الدعوة اتباعًا لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بأنه وهابي ، وغير ذلك من ألقاب السوء التي يخترعها أعداء الدعوة في كل زمان

  وليس هذا يعني أننا نقلد الشيخ ربيعًا أو نتعصب لشخصه أو أننا نتابعه على كل ما يصدر منه ، فهناك أخطاء لا يتابع عليها ، وهذا لا ينقص من قدره كعالم من علماء أهل السنة ، فليس أحد من البشر معصومًا حاشا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأعود وأقول إن الذين يرموننا بأننا مداخلة هم خصوم لدعوة أهل السنة والجماعة

    أما إذا جاء التنقص  والهجوم من إخوان لنا على المنهج ، لأننا خالفناهم في مسألة أو مسائل ، وتقلدنا فيها الدليل من الكتاب والسنة ، ومن كلام علماء الأمة الكبار ـ دون تنقص للمخالف ـ فيرموننا بأننا حدادية ـ نسبة إلى محمود الحداد المصري المجروح ـ كما حدث ممن   يرمون كل قال بقول السلف قاطبة بأن تارك أعمال الجوارح كافر بأنه حدادي ، وعلى قولكم بأن المسألة خلافية ـ وهذا ليس بصحيح ـ فلماذا هذا التشنيع على من اختار قولاً ترجح لديه بالأدلة أنه هو الصواب ؟!! 

  أقول : إذا كان ذلك ممن هو على المنهج فهذا هو المحزن والمؤسف ، وهذا يفرح به الحزبيون وأهل البدع الآخرون ، ويجدونها فرصة سانحة للتنقص من المنهج السلفي الحق .

   وإليك أخي ـ طالب الحق ـ بيان للمنهج الصافي الذي نحن عليه ، وبيان لمنهج الحدادية حتى يتبين لك أننا بعيدون كل البعد عن منهج الحدادية الغلاة المبتدعة .
أولاً : منهجنا هو منهج أهل السنة والجماعة وهو باختصار :  

   منهج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى قائم على أسس واضحة متينة قوية ، فيها انشراح الصدر، ورباطة الجأش، وفيها قوة الإيمان، وفيها إحقاق الحق، وفيها سلامة الصدور من الغل " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "  ( الرعد : 28.(

  ويقوم منهج أهل السنة والجماعة على الأسس التالية :
الأساس الأول: هو أن مصدر التلقي، سواء كان لأمور العقيدة، أو لأمور الشرع: هو الوحي، أي: ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه القضية المسلمة تمثلت عند أهل السنة والجماعة
بأمور ثلاثة :
 الأمر الأول: هو وجوب التحاكم إليهما – أي : إلى الكتاب والسنة، عند التنازع والاختلاف، يقول الله تبارك وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " (النساء: 59) . ويقول تبارك وتعالى : " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
ويسلموا تسليمًا " ( النساء : 65 )
   إذًا: إلى من يُتَحاكم ؟ يتحاكم إلى الكتاب والسنة لا إلى رأي فلان، ولا إلى عقل فلان ، ولا إلى النظم الغربية، ولا إلى أنظمة الدول وهيئات الأمم المتحدة وغيرها ، بل يرجـع إلى من بيده الأمر، وهو : الله سبحانه وتعالى، فيتحاكم إلى كتابه، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكل منهما وحي " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى"  ( النجم: 3)
 
أي : الرسول ـ صلى الله عليه وسلم
الأمر الثاني: أن هذا الدين كامل، إذًا: إذا كان هذا الدين كاملاً فمصدر التلقي: هو الكتاب والسنة، فالله تبارك وتعالى يقول: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دينًا " ( المائدة: 3)
فكل من سار على بدعة، أو أراد أن ينهج نهجًا من مناهج الشرق أو الغرب، أو أراد أن يبدل حكم الله سبحانه وتعالى بأحكام البشر، فهو مخالف لهذه القضية المسلمة، وهي: أن دين الله كامل، والذي يقول بتلك المقالات زاعم بأن دين الله ناقص .
الأمر الثالث:  هو أن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يتأدبون مع نصوص الكتاب والسنة حينما كانوا يبينون العقيدة، لأن العقيدة أمرها خطير، ومسائلها مهمة، قد تتعلق بالله تبارك وتعالى، وبأسمائه وصفاته وأخباره، وأحكامه وملائكته ومغيباته، ومن ثم فإن الإنسان إذا حكى العقيدة –
الأساس الثاني: أنه يجب تقديم الشرع على العقل، حينما يُتَوهم التعارض، فإذا جاءتنا قضية نظرية، تتعلق بأي أمر من الأمور سواء بنشأة هذا الكون، أو بالإيمان بالله، أو بالفناء– فناء هذا الكون-، أو بغير ذلك، فإذا توهمنا أن شيئًا منها يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى، فيجب علينا أن نقدم الشرع والنقل الصحيح، وينبغي أن تعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين شرع منزل صحيح، وعقل صحيح غير فاسد، لا يمكن؛ لأن الكل من عند الله سبحانه وتعالى، ولكن قد تأتي نظريات وهذه النظريات يكون لها دعاة أو لا يكون لها دعاة، فحينما تصبح نظريات وأمامنا شرع منزل صادق، فيجب علينا أن نقدم هذا الشرع المنزل على تلك العقول مهما كانت، وهذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى في بيان عقائدهم، وفيما يجدّ من آراء
وفلسفات ونظريات
الأساس الثالث: هو بعدهم وعدم خوضهم في علم الكلام والفلسفة ونهيهم عن البدع في الدين، وتحذيرهم منها أشد التحذير، ولقد تواتر عن السلف رحمهم الله تعالى كلام طويل في هذا الباب، حتى إن الإمام الشافعي رحمه الله حكم على أهل البدع المخالفين للسنة، حكم عليهم: بأن المفروض فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، وكلام السلف حول هذه المسألة طويل .
الأساس الرابع: هو أنهم كانوا يردون على أهل الأهواء وعلى المنحرفين بمنهج صارمٍ متميزٍ قائمٍ على الدليلِ من كتابِ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يظن أن منهج السلف هو منهج نقلي، يعني: أن السلـف رحمهم الله تعالى ضعفاء مساكين ما عندهم عقول، يلغون عقولهم، وتلك فرية على السلف رحمهم الله تعالى، فإن القرآن الكريم وهو الدليل النقلي القاطع جاء بالأدلة العقلية، والأمثلة المضروبة التي تبين الحق، والمؤمن بالله المتبع لشرعه المتمسك بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل الناس عقلاً، ومن حاد عن ذلك ليبحث عن فلسفات من المنطق وعلم الكلام وأقوال الشرق والغرب وفلسفات الوضعيين، وفلسفات الوجوديين، وفلسفات الفوضويين وغيرهم، من أراد أن يأخذ علمه وفهمه لمتطلبات العقيدة، وللأسئلة الحرجة التي تمر على كل إنسان، فمن أراد أن يأخذها عن هؤلاء فهو والله صاحب العقل الناقص. لماذا ؟ لأنه طلبها من غير مصدرها، ونحن نعلم أن أمور العقيدة أمورٌ غيبية، والأمور الغيبية إنما تؤخذ ممن عنده علم الغيب، وهو الله سبحانه وتعالى .
الأساس الخامس: هو حُجية السنة عندهم ، وحجية خبر الآحاد إذا صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ، وتلقته الأمة بالقبول، وكم من أهل البدع قديمًا منذ عهد الجهمية والمعتزلة، وإلى عصرنا الحاضر عند العقلانيين والعَلمانيين وغيرهم، كم من هؤلاء على مدار التاريخ من جعلوا سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- على جنب !! ولم يأبهوا بها !! وجعلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يقول البعض: ( هو رجل ونحن رجال) 
  أهل السنة والجماعة!! يعتقدون أن ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ونقله الأثبات سواءٌ كان في مسائل العقيدة، أو في مسائل الأحكام، يعتقدون أنه وحي من الله سبحانه وتعالى، فيأخذون به، بشرط: أن تتلقاه الأمة بالقبول، يعني: أن تأتي تلك الأسانيد صحيحة، ويتلقاها علماء الحديث، جهابذة الحديث، يتلقونها بالقبول، كما هو موجود مثلاً في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فإن العلماء تلقوا ما فيهما أو في غيرهما مما صح سنده، فيجب أن نعتقد أنه يفيد العلم أولاً، وأنه يحتج به في باب العقائد ثانيًا، كما أنه يحتج به في باب الأحكام والحلال والحرام، وينبغي أن نعلم أن هذه المسألة – حجية خبر الآحاد – مبنية على ثلاثة
أمور مهمة :
 الأمر الأول: أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله، تصديقه فيما أخبر، فمن لم يصدق النبي-صلى الله عليه وسلم- فيما يخبر به أي شيء كان إذا صح عنه، فهو قد نقض شهادة أن محمدًا رسول الله.
الأمر الثاني: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أعلم وأخشى وأتقى لله، وأرغب الناس في تبليغ الخير، أي: أن يعتقد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- رسول من الله هادٍ وبشير، يريد الخير للناس، يريد أن يبين الحق لأمته، وما ترك خيرًا إلا ودل أمته عليه ، وما ترك شرًا إلا وحذر أمته منه، حتى قال أحد اليهود لأحد الصحابة: (قد علمكم نبيكم- صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة) ، يعني: حتى كيف تقضون الحاجة ، فإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- علَّمنا بهذه الأمور المهمة، وإن كان بعض الناس يظن أنها صغيرة ، لكنها أمور تتعلق بحياة الإنسان العادية، فكيف بالأمور الأساسية، كيف بأمور العقيدة؟ والرسول- صلى الله عليه وسلم- رءوف رحيم كما أخبرنا عنه تبارك وتعالى، يحب الخير لأمته، لاشك أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإيمان به في هذه الأمور.
الأمر الثالث: أن الرسـول- صلى الله عليه وسلم- بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه وما كتم شيئا " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس " ( المائدة: 67)
فنبي الله- صلى الله عليه وسلم- بلغ أمره ودينه، وكل أمر أوحي إليه بلغه إلى أمته وإلى أصحابه، سواء كانت في أمور العقائد وأساسياتها، أو كانت في بيان أمور فروع الشريعة وأدق دقائقها، حتى ما يتعلق بأحواله - صلى الله عليه وسلم- الخاصة، فإن زوجاته - صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهن  بلغن عن هذا النبي الكريم أحواله الخاصة، وهكذا بقية
الأمور.
الأساس السادس: هو أن أعلم الناس بعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذه العقيدة هم الصحابة، ومن ثم فمن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أفضـلية الصحابة كلهم، وعدالتهم وخيريتهم، وأن ثبوت الصحبة – فقط – لأي شخص من الأشخاص كافٍ في إثبات عدالته، وهؤلاء الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم هم أصحاب نبيه، بلغوا عنه، وهم أحسن الناس فهمًا، وتقوم هذه القضية وهذا الأساس من منهج أهل السنة والجماعة على بعض الأمور، منها :
 
الأمر الأول: أن الصحابة - رضي الله عنهم- شاهدوا التنزيل، والتطبيق العملي للإسلام لأول مرة، إذًا هم شاهدوا الأحداث، شاهدوا القرآن كيف ينزل، وشاهدوا الرسول- صلى الله عليه وسلم- كيف يربي أصحابه، وكيف يجاهد في سبيله، وكيف يبني الأمة، وكيف يبلغ هذا الدين للناس.
 
الأمر الثاني: أن هؤلاء الصحابة اختصهم الله سبحانه بصحبة نبيه، وتبليغ شرعه، ونحن الآن من الذي يبلغنا ؟ من الذي بلغ التابعين ما جاء
نثق بكلامه ؟! إذا جاءت مثل هذه المقالة، كلا والله.. إنهم لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وإنهم لحواريوه، لقد قاموا بالأمر الحق كما أمرهم نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، فرضي الله عنهم أجمعين.. وجمعنا بهم في جنته.. آمين، أيضًا لم يكن بين الصحابة خلاف في العقيدة، بل كانت عقيدتهم سليمة، وأيضًا كانوا رضي الله عنهم يسألون عما يشكل عليهم، فإذا مر على أحدهم مسألة لم يعيها سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقال: كيف يكون هذا ؟
إذًا: الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم فهموا هذه العقيدة، وبلغوها لمن بعدهم عن علمٍ وفهمٍ وفقه- رضي الله عنهم- أجمعين .
الأساس السابع: أن السلف- رحمهم الله تعالى- كانوا يتلقون هذه العقيدة لتبليغها، والإيمان بها وتنفيذها، أي: أن السلف- رحمهم الله تعالى- لم يكونوا يحملون في نفوسهم وعقولهم مقررات عقلية، وأصول عقلية، ثم يستمعون للنصوص لينظروا فيها، فما وافق هواهم قبلوه، وما خالف هواهم ردوه أو تأولوه، لا.. ذاك منهج أهل البدع، أهل البدع الواحد منهم تجده هكذا، عنده قضية مستقرة في ذهنه وعقله، وهذه القضية يأتي إلى النصوص فينظر فيها، ما وافق ما في ذهنه وعقله قبله،
وما خالف رده .
  إذًا: السلف- رحمهم الله تعالى– وهذا هو منهجهم الذي يجب أن نسير عليه، أن تكون القاعدة عندنا: ماذا قال ربنا ؟ لا نقول: لمَ قال ربنا ؟ ولمَ جاءت الآية الفلانية ؟ أو لمَ جاء الحديث الفلاني ؟ وإنما نقـول: ماذا قال ربنا ؟ فإذا سمـعنا ما قال الله وما قال رسوله- صلى الله عليه وسلم-، قلنا بكل ثقة واطمئنان : "  سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا "
( البقرة : 285 )
هذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى، أما منهج من عاداهم فهو على الضد من ذلك، والأمثلة كثيرة ولا نريد أن نطيل فيها.
الأساس الثامن: أنهم يأخذون بجميع النصوص، ولا يفرقون بينها، ويجمعون بينها عند الاستدلال، وهذا منهج مهم جدًا، فإن السلف رحمهم الله تعالى إذا نظرت إلى أحوالهم تجدهم يأخذون بجميع النصوص، لكن لو جئت إلى أهل البدع لوجدته أخذ ببعض النصوص وترك البعض الآخر، لو جئت مثلاً للقدرية الذين يزعمون أن الإنسان حرٌ طليق في هذه الحياة يشاء ويختار بغير مشيئة الله، لوجدتهم يأخذون بالنصوص التي تبين أن الإنسان له إرادة واختيار، ولو جئت إلى الحتميين والجبريين الذين يقولون: الإنسان مجبور وما عليه إلا أن ينام، كما تلقف هذه الفكرة الصوفية وغيرهم، ولو جئت إلى هؤلاء لوجدتهم يحتجون بالنصوص التي تدل على أن المشيئة بيد الله سبحانه وتعالى، لكن إن جئت إلى أهل السنة والجماعة تجدهم- رحمهم الله تعالى- أخذوا بتلك الأدلة، وأخذوا بالأدلة الأخرى، فقالوا: للإنسان إرادة ولكنه خاضع لمشيئة الله تعالى " لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " (التكوير: 29.28) .
وهكذا في المسائل الأخرى، وفي مسائل الصفات، وفي مسائل الإيمان، وفي مسائل أفضلية الصحابة وغيرها، وهو منهج مهم جدًا، لأن الذي يريد أن يسير على منهج السلف: عليه أن لا يفرق بين النصوص، وإنما يأخذها كما وردت، وأن يجمع بينها، لأنها لا يمكن أن تتعارض، وإنما تتعارض في أذهان أهل الأهواء، أما الأذهان الصافية التي تريد الحق واتباعه فلا تتعارض في أنفسهم هذه النصوص، وإنما تتآلف وتتضامن
وتجتمع والحمد لله رب العالمين
الأساس التاسع: هو إنصافهم لخصومهم، فالسلف- رحمهم الله تعالى- يوالون ويعادون، والولاء والبراء عندهم قائم على الإنصاف والعدل، فيحبون أهل الإيمان، ويبغضون أهل الكفر، ويحبون الطاعات، ويبغضون المعاصي ويعادونها، فمن كان من أهل الإيمان والاستقامة أحبوه وذكروه بالخير وأنصفوه، ومن كان من أهل الكفر والبدعة أبغضوه وعادوه في الله، الحب في الله والبغض في الله هو قوام مذهب السلف رحمهم الله، فإذا ما وجد من الناس من فيه إيمان وعنده معصية لا يردونه كله، ولا يقبلونه كله، وإنما يوالونه بما عنده من إيمان، ويعادونه بقدر ما عنده من معصية، وهذا غاية الإنصاف، فإذا رأيت من إخوانك صاحب معصية فعليك أن تعلم قبل كل شيء أنه أخ لك في الله، فيجب أن تواليه وأن تدعمه، وأن تعينه على الحق، وأن لا تعين الشيطان عليه، ثم إنك تعاديه بتلك البدعة أو تلك المعصية، وترجو له الخير وتدعو له بالخير، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وتنصحه في الله لا نصيحة غل وحقد، وإنما نصيحة حب وإيمان، لأنك تؤاخيه في الله، لأنه مؤمن وإن كان صاحب معصية. ( باختصار من مقال لعبد الرحمن بن صالح المحمود )
ثانيًا : خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة :
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا  اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي  صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
أولاً: الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع
إتباع العلم بالعمل
ثانيًا : الدخول في الدّين  كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ
بالأسباب وبين الزهد
ثالثًا :الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في
الدين
رابعًا : الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف
سبيلهم
خامسًا :التوسط:  فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرِّطين والمفرِطين.
سادسًا: الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
سابعًا :  ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى أهل السنة والجماعة ، ولا يوالون  ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة .
ثامنًا : يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق  وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد  وإحياء السنة  ، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت  أو إلى غير ما أنزل الله.
تاسعًا :  الإنصاف والعدل : فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا
للوحي وإجماع السلف
عاشرًا : يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم .
حادي عشر : يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة  جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء
المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ثاني عشر : أن لهم موقفًا من الفتن عامة : ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء ، وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة .
ثالث عشر :  وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما
استطاعوا .
رابع عشر :  يرون أن أصحاب البدع  متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة  والشيعة  المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج  والشيعة ، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية  المحضة.
خامس عشر :  يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة
الحجة وإزالة الشبهة
سادس عشر : ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد  خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها
سابع عشر :  يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي لها
ثامن عشر : يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة  في الباطن.
تاسع عشر :  يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع  بما يوجبه الشرع
من ضوابط
العشرون :  يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الأئمة ( الولاة )
ولو كان عندهم ظلم وانحرافات .
الحادي والعشرون :لا يُجوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ
بكفره فلا تصح الصلاة خلفه .
الثاني والعشرون : فِرق ُأهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا
في الباطن
الثالث والعشرون : والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين
ولأهل السنة والجماعة أيضًا منهج شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها :
الرابع والعشرون :  إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقضه من أصله.
الخامس والعشرون :  التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى .
السادس والعشرون :  طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما
شرع الله تعالى .
السابع والعشرون : اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات
الثامن والعشرون : البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
التاسع والعشرون :  يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى
بالحب والخوف والرجاء
ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
الثلاثون : الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم .
الحادي والثلاثون : النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم .
الثاني والثلاثون : الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم،
وكف الأذى عنهم .
الثالث والثلاثون : موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر
لكفره ولو كان أقرب قريب .
أصول ومنهج الحدادية
   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع
هداه أما بعد :
   فرقة الحدادية فرقة قديمة بزعامة محمود الحدادى مصرى من طنطا ولكن ما كان لهم انتشار وكان مقيمًا بالرياض ثم انتقل الى المدينة النبوية
بسبب ما جرى من الفتنة بين الشباب في اليمن وطالت ذيولها وتفرعت شعبها، فامتدت إلى بلاد أخرى، وكثرت تطلعات الناس إلى بيان الحق وبيان المصيب من المخطئ، وكان من أسباب هذه الفتن أن طلاب العلم في اليمن رمي بعضهم بالمنهج الحدادي، فاضطررت إلى بيان هذا المنهج لعل ذلك يوضح لكثير من طلاب الحق أن يميزوا بين منهج أهل
السنة والمنهج الحدادي .
ثم لعل ذلك يسهم إلى حد بعيد في القضاء على هذه الفتنة مع وعدنا بمواصلة بيان القضايا الأخرى تلبية لهذه المطالب الملحة، وإسهاماً في إنهاء الفتنة .
منهج الحدادية :
1 ـ  بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم .

2 ـ قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر

من سيد قطب .

3 ـ تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب

والهجران والتبديع .

4 ـ تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين

عالم وقع في بدعة .

5 ـ تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي .

6 ـ العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات . وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي .

  أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب،
ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم، ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة، سماه " الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة . وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية، ولم نره ألف فيهم أي تأليف، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس .

7 ـ غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.
8 ـ تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.
9 ـ امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.
10 ـ لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة، مما يشعرأن الرجل تكفيري متستر .

11 ـ الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً

وتحزبًا .

12 ـ كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون

الفتنة وتمزيق السلفيين .

ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون.
13ـ لهم علاقات بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد.

14 ـ التقية الشديدة  .

15 ـ  يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر (!) ؛وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر .

16ـ  رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصوله .

17ـ  رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد
18ـ  رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات .

19ـ  تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت

20ـ  الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية ؛وهذا ما اخترعه عبد اللطيف باشميل بعد فشل محمود الحداد وعصابته.
21ـ تظاهر عبد اللطيف باشميل بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه بعد أن افتعل من العلامة الألباني عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به.
22. الإفتراء على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء بأنهم مرجئة

23ـ  مشابهة الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق !!.
24ـ  التدرج الماكر على طريقة الباطنية وانظر ما صنعوا بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف.
25 الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة.
26ـ  الإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال

أقزامًا .

27ـ الولاء والبراء على أناس من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه.

من كلام للشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ مع زيادات .
أخيرًا :
  أقول : بعد ما سبق بيانه من بيان منهجنا ـ وهو منهج أهل السنة والجماعة ـ وبيان منهج الحدادية ، فنحن نبرأ إلى الله من منهج الحدادية الغلاة ، ونتبرأ من فكرهم ، فلسنا منهم في شيء ، فمنهجهم يختلف تمامًا مع منهج أهل السنة والجماعة ، وهذا ما يتعلق بشق من عنوان الرسالة ، وأما ما يتعلق بالشق الثاني وهو أننا لسنا مداخلة ، فهذا ـ كما ذكرت في صلب الرسالة ، ليس تبرؤًا من الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ وإنما هو رد على الحزبيين والحاقدين من خصوم الدعوة الذين يلمزوننا بهذا اللقب ـ المداخلة ـ لنبين لهم أننا سلفيون لا مداخلة ، وأننا نسير على منهج أهل السنة والجماعة بلا إفراط ولا تفريط ، وبلا غلو ولا تمييع ، ونسأل الله ـ جل وعلا ـ بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا أن يهدي ضال المسلمين إلى دينه ردًا جميلاً ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، وأن يثبتنا عليه حتى نلقاه ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله والحمد لله رب العالمين .
                                       كتبه الفقير إلى عفو ربه

                                   حازم بن علي خطاب

                                  غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

                                          مصر ـ سوهاج


                           9 من رجب 1434 هـ  19من مايو 2013

________
رابط تحميل الملف بصيغة وورد (
http://3rbup.com/5a6a3efcc687690c )
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق