عيسى عليه السلام ...بين اليهودية والنصرانية والإسلام




[ عيسى عليه السلام ...بين اليهودية والنصرانية والإسلام ]
- - - - - - - -
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون " 
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ...وبعد
عما قريب ينتهي العام الميلادي وندخل في عام جديد. ودأب النصارى في شتى بقاع الأرض على الاحتفال بعيد ميلاد رأس السنة الميلادية. واحتفالهم بهذا العيد - عندهم - احتفال بميلاد الرب يسوع ( عيسى عليه السلام ) وكثير من المسلمين - بجهل منهم أو بمجاملة على حساب دينهم - يحتفلون معهم أو يهنئونهم على هذا العيد الشركي لأنه ميلاد الله أو ابن الله. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
- وعيسى عليه السلام بين طرفين ووسط فطرف انتقصه وسبه بل حاولوا قتله وهم اليهود - لعنهم الله - وطرف غلوا فيه وأنزلوه منزلة لا تليق به فجعلوه إلها وهم النصارى. أما الأمة الوسط فيه فهم المسلمون يؤمنون به نبيا ورسولا. فلا ينتقصونه ولا يغالون فيه. وهم في ذلك متبعون لكلام الله ورسوله فيه
- لذا أحببت أن أقف وقفة موجزة مختصرة بما يسمح به هذا المقام لأبين منزلة عيسى عليه السلام في الإسلام وعند اليهود وعند النصارى. ليكون المسلم على بينة من أمره في هذا النبي الكريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
** أولا : عيسى عليه السلام عند اليهود :
إن اليهود من شر خلق الله تعالى. فإذا كانوا قد تطاولوا على الذات الإلهية! !! فكيف بغير الله سواء كانوا أنبياء أو غير أنبياء؟ !!!
- تطاولوا على ذات الله فوصفوه بأقبح الأوصاف.
** وصفوا الله بأنه فقير. قال تعالى : " لقد سمع الله قول الذين قالوا إن فقير ونحن أغنياء. ...." واليهود هم الذين قالوا ذلك لعنهم الله.
** وصفوا الله - تعالى عما يقولون علوا كبيرا - بالبخل. قال تعالى : " وقالت اليهود يد الله مغلولة. غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء "
** جعلوا أنفسهم أبناء لله. قال تعالى : " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه. ..."
** نسبوا لله الولد. قال تعالى : " وقالت اليهود عزير ابن الله.."
- أقول : إذا كان هذا تطاول اليهود على الله! !!! فكيف بغير الله؟ !!! فقد تطاولوا على أنبياء الله. وكم قتلوا من الأنبياء؟ !!! وعيسى عليه السلام لم يسلم من تطاولهم فقد اتهموا أمه مريم عليها الرضوان بالزنا ووصفوه بأنه ابن زنا - قاتلهم الله ولعنهم - وهم الذين حاولوا قتله. لكن الله نجاه منهم فألقى شبهه على أحد تلاميذه. فقتلوا الشبه وصلبوه وأما عيسى عليه السلام فرفعه الله إلى السماء. قال تعالى : " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه. مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه. ..."
** ثانيا : عيسى عليه السلام عند النصارى :
- قاتل الله النصارى لقد قالوا في عيسى عليه السلام قولا عظيما. فقد جعلوه إلها أو ابنا لله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
- قال تعالى : " وقالت النصارى المسيح ابن الله. ..."
- قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم. ..."
- قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. ..."
إذن المسيح عليه السلام عند النصارى هو الله أو ابن الله. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
** ثالثا : عيسى عليه السلام في الإسلام :
إن عيسى عليه السلام عندنانحن معشر المسلمين نبي ورسول وهو من أولي العزم من الرسل فهو عبد الله ورسوله
- قال تعالى على لسان عيسي عليه السلام : " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا. .."
وقال صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل "
- وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : " يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ويفيض المالحتى لا يقبله أحد " فسينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليحكم بالإسلام ولا يقبل إلا الإسلام
** عود على بدء. أقول : إن النصارى سيحتفلون عما قريب بميلاد المسيح على أنه ميلاد الرب يسوع. فلا يجوز لمسلم أن يحتفل مع النصارى ولا أن يهنئهم بعيد شركي. فماذا تصنعون أيها العقلاء بقول الله تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "؟!!! وبقوله تعالى : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله إلا سبحانه أن يكون له ولد "
- ونقول لهؤلاء الذين يصدرون الفتاوى بجواز الاحتفال مع النصارى بهذا العيد وتهنئتهم به لأنه احتفال بميلاد رسول من رسل الله وبحجة اننا أبناء وطن واحد وهم يهنئوننا في أعيادنا. فهذا كلام باطل فهم يحتفلون بعيد ميلاد الرب يسوع! !!! ونحن أعيادنا حق فإن هنؤونا على الحق فنحن لا نهنئهم على الباطل.
وهذه قصيدة لابن القيم - رحمه الله تعالى - يرد فيها على النصارى
أعباد المسيح لنا سؤال ---------- نريد جوابه ممن وعاه
إذا مات الإله بصنع قوم ------------ أماتوه فما هذا الإله ؟!!
وهل أرضاه ما نالوه منه ------- فبشراهم إذا نالوا رضاه
وإن سخط الذي فعلوه فيه -------- فقوتهم إذا أوهت قواه
وهل بقي الوجود بلا إله -------- سميع يستجيب لمن دعاه؟!
وهل خلت الطباق السبع لما --- ثوى تحت التراب وقد علاه؟!
وهل خلت العوالم من إله --------- يدبرها وقد سمرت يداه؟!
وكيف تخلت الأملاك عنه ------- بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟!!
وكيف أطاقت الخشبات حمل------ الإله الحق شد على قفاه؟!
وكيف دنا الحديد منه--------------- يخالطه ويلحقه أذاه ؟!!!
وكيف تمكنت أيدي عداه ----- وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟!
وهل عاد المسيح إلى حياة-- ---- أم المحيي له ربك سواه ؟!!
ويا عجبا لقبر ضم ربا --------- وأعجب منه بطن قد حواه !!!!!!
أقام هناك تسعا من شهور لدى--- --- الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولودا صغيرا------- --- ضعيفا فاتحا للثدى فاه
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي -------------- بلازم ذاك هل هذا إله
تعالى الله عن إفك النصارى ------ -- سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى------ ---- يعظم أو يقبح من رماه؟!
وهل تقضى العقول بغير -------- كسروإحراق له ولمن بغاه؟!!
إذا ركب الاله عليه كرها ----------- وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون ---------- حقا فدسه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طرا------- -- وتعبده فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد ---- - حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فإن رأينا----------- له شكلا تذكرنا سناه
فهلا للقبور سجدت طرا ------- - لضم القبر ربك في حشاه؟!!
فيا عبد المسيح أفق - --------- -- فهذا بدايته وهذا منتهاه
- - - - - - -
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
- - - - - - - - - - - - - --
= = == == = = = = = = = = = = = =
كتبه فضيلة الشيخ /أبو إسلام حازم بن علي خطاب
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ..
ـ[ http://hazemkttab.blogspot.com.eg/ ]ـ
============================
شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب العلوم الشرعية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق